الخميس، 7 مارس 2013


سوريا… ثورة الربيع العربي الدموية

ع. د

لن تظل الأحوال في الأراضي السورية على ما هي عليه . في كل يوم مئات القتلى و الجرحى أرمل وأيتام , خراب وتدمير . طال انتظار سقوط الطاغية الخامس بعد عبد الله صالح . ثورة لم يكتب لها بعد أن تنتهي و حرية لا زال أبناء الشعب في سعي للعيش في أحضانها ، لكن متى تشرق شمس فجر الفرج والفرح فترجع الابتسامة إلى وجه تورمت عيناه بدموع الحزن ؟طغى قارون بما أوتي من زينة الحياة الدنيا فما زال كذلك حتى خسفت به الأرض بقدر ، وظن فرعون بعد تجبره أنه كائد بموسى عليه السلام ومن معه . إذ هم قلة مستضعفون وفرعون من ورائه عتاد قويم فما أغنى جبروته وجنوده من اليم شيئا ، طغيان قدره محتوم فقد ضرب لنا التاريخ مسار الدنيا الهالك الظالم فيها عبر حكايات أمم أصبحت أساطير تحكى وتؤخذ منها العبر لمن كان يتعظ بالتاريخ .لن تظل الأحوال على ما هي عليه بسوريا ، رغم طغيان بشار وتجبره على الشعب السوري الأعزل ورغم المساندة التي لا يزال نظامه يتلقاه من الدول الكبرى عدوة الشعوب وبالرغم من سكوت الدول العربية الإسلامية التي أمرها الدين الحنيف بأن تقف في وجه الظلم ، لكنها  أوضحت عدم مبالاتها واهتمت بأزماتها الاقتصادية خوفا على الأنظمة الغربية من التأثر بها ، بينما اكتفت المتحدثة منها في إصدار المواقف الفارغة التي لا تزيد الجراح إلا توسعا أو الاستنجاد بالأمم المتحدة وبمجلس الأمن الدولي لفك الأزمة وحركت الأخضر الإبراهيمي  للبحث عن مفاوضات كتضييع للوقت وجعل الشعب السوري  يحتضر وينتظر . أما فيما يخص شعوب هذه الدول فمن الواضح أن لا ساكن لديها تحركه سوى ما كان من مظاهرات تضامنية تبدي فيها رفضها لهذا السكوت أو أيادي ترفعها للطيف تطلب منه اللطف .اختلفت الثورة السورية عن مثيلاتها ولكنها لا زالت تسير على سكة قطار الربيع العربي الذي لم يكمل جولته بعد ، ولم ينهج بشار طريق من سبقوه في الهلاك أو الهروب من العقاب . لكنه استطاع أن يمكن نفسه ونظامه البعثي على الأرض الثائرة بجيش من نفس طينته ، فلا أملس فيه ولا في قنافذه . وزاد الطين بلة بانضمام مرتزقة حزب اللات إلى صفه (فحاشى أن نسميهم حزب الله ). هذا الحزب الذي كان دائما المعول عليه في إلحاق الخسائر بالعدو الصهيوني لكن قناعه انكشف لمن ظنه واقفا بجانب الحق .استطاع الربيع العربي أن يكشف الحقائق التي لا تراها العين المجردة  ” الشعب ” فراية الديمقراطية التي تبجحت بها الانظمة اللأديمقراطية قد احترقت بمجرد هبوب رياح الربيع . فذاقت الشعوب مرارتها أثناء الثورة وهي التي لا زال السورييون يعيشون في نعشها .رغم طول عمر الثورة السورية وازدياد عدد الضحايا صغارا وكبارا بفعل جرافات النظام السوري  الذي وجد في قتل الأبرياء حلاوة تهدم حضارة بناها الأجداد على مر السنين فسموها { دمشق} فهذا ليس من إهمال الذي يمهل ولكن هذا ابتلاء كتب عليهم عيشه فان هم نصروا الله ولم يتبعوا الطاغوت في هواه نصرهم فهو القائل سبحانه ” إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ” فالنصر آت ومهما طال الزمان فلا بد أن يستجيب القدر ,


0 التعليقات:

إرسال تعليق