الجمعة، 1 مارس 2013


 المنهاج النبوي من حيث هو علم.


إذا تقرر أن المنهاج النبوي كلية قطعية محكمة وحاكمة بما هو المضمون القرآني النبوي جامعا، فمعناه أنه علم قائم الذات تحصيله هو ثمرة ما عرضناه في الجزء الأول من هذا البحث المتعلق بتحصيل جوهر العدل والإحسان من خلال اكتمال مسيرة القلب والعقل والجسد جهادا في سياق: 
﴿ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ و﴿ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم﴾ .
لاشك أن كل باحث يستطيع أن يدرك علاقة الاجتهاد الفرعي بالاجتهاد الكلي في سياق عرض علم قائم الذات. وعلمنا هنا، علم المنهاج النبوي، خاضع لثلاث قواعد أساسية: الأولى: العلم إمام العمل، والثانية: العلم يفضي إلى العمل مباشرة، والثالثة: العمل ينمي العلم ويزكيه.
فلاعمل من دون إمام العلم، والعلم ينتقل مباشرة إلى عمل بواسطة الإرادة المجاهدة والحكمة العقلية التي تنظم عملية التنزيل بما يحقق موافقة قصد الشارع من ذلك العمل، ثم هذا العمل يجعل المجاهد الحكيم ذي القلب الرحيم، سواء كان شخصا أو جماعة، يكتشف مزيدا من مقتضيات ذلك العلم بما يناسب كل لحظة وكل مرحلة وكل موقف، وهو مقتضى الاجتهاد الفرعي في استنباط المعنى العلمي المناسب.لذلك، فمع مرور الزمن ومرور المعاناة الخاصة والعامة سيُكتشف من علم المنهاج النبوي ما يناسب الإجابة عن أسئلة المرحلة التي تطرحها هذه المعاناة. 
                                                                        بقلم :الاستاذمبارك الموساوي

0 التعليقات:

إرسال تعليق