الاثنين، 31 مارس 2014

العلمانية ولاهوت الخضوع / السيد ولد اباه

تسود في الدراسات الاجتماعية أطروحة العلمانية بصفتها خروجاً عن التصورات الدينية للعالم وللمجتمع، مما تجمله مقولة «نزع الطابع السحري» عن العالم أو إزالة القداسة عنه التي اشتهرت بها نظرية عالم الاجتماع الألماني «ماكس فيبر» الشهيرة.

ومع أن «فيبر» ومن بعده عالم الاجتماع الفرنسي «مارسل غوشيه» الذي طور نظريته قد ربطا بين الاتجاه للعلمنة وطبيعة الدين المسيحي الذي اعتبر غوشيه أنه «دين الخروج من الدين»، إلا أنما أراده الاثنان هو إبراز التوتر الداخلي في البنية اللاهوتية المسيحية بين التصور التوحيدي ومقولة التجسد التي كان لابد أن تفضي إلى تعويض الإنسان للإله، كما انهما استنتجا من غياب مدونة قانونية أصلية في البناء الديني المسيحي سهولة الفصل بين الدين والدولة (على عكس الإسلام الذي يتداخل فيه القانوني والسياسي بالديني حسب الفهم الشائع).

ولذا فإن أطروحة نزع القداسة عن العالم في مسار العقلنة العلمية والوضعية تظل في نهاية المطاف صادرة عن تأويلية انفصالية، تقول بالقطيعة بين التصورات اللاهوتية الوسيطة للمسألة السياسية والتصورات الإنسانية الذاتية الحديثة التي تبلورت في عصر الأنوار.


http://douroub.info/index.php?option=com_content&view=article&id=3552%3A2014-03-31-01-47-40&catid=1%3A2010-12-09-22-46-00&Itemid=3

0 التعليقات:

إرسال تعليق