الاثنين، 24 مارس 2014

متاعب حقوق الإنسان


حقوق الإنسان عندنا في متاعب من طغيان الحاكم، وخضوع المحكوم. لا تعطى بعض الحقوق في ديارنا إلا إن كان الضغط الخارجي المنافق قويا والضغط الطِّلابيُّ البادئ بخطى ضعيفة ملحا. 
السلطة المضادة للحكومة غائبة في ديارنا لا وجود لها. واقتراح اللاييكي المتفرنج الاعتماد على مجتمع مدني نظير لقواعد الديموقراطية يعادل الحكومة اقتراح متخلف عن المستقبل لأنه متخلف عن الإسلام. 
المستقبل والإسلام مشاركة الأمة بباعث القرآن، ووازع الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والشورى، والعدل.
بهذا الباعث والوازع يتقلص نفوذ السلطان ليقوى الإنسان. المجتمع المدني المتفكك في مجتمع متفكك وهن على وهن. 
والشمولية الثورية -وقد زالت ودالت- التي تريد نصر طبقة على طبقة لا تزيد الظلم وطغيان الحاكم إلا تفاحشا. 
والحل ليس في استيراد فكرة لم نحضر ميلادها، وقانون ما تربى في حجر تاريخنا، ولا نزل شرعة من ربنا، ومنهاجا من نبينا. 
لن تزدهر حقوق الإنسان في ديارنا، ولن يتحرر العقل المسلم، ولن تبسُق شجرة الشورى إلا مع الرخاء. الرخاء والعدل حليفان، كما هو الفقر للظلم حليف. 
يقول اللاييكي المؤتم بغيره الفاقد لخيره : لا ديموقراطية إلا بتنمية. ويوحى إليه شيطان أن لا تنمية إلا بأن يقطع الطريق على المسلمين. 
ونقول : لا نجاة للإنسان في ديارنا ولا حقوق إلا برخاء أخوي. الرخاء المادي وحده إن قادته الأنانية الجشعة تحوز ثمانين في المائة من خيرات الأرض ليتمتع بها عشرون في المائة من المحظوظين المستكبرين في الأرض، وليتمتع الباقي بالباقي على موائد البانجلاديش والصومال. 
اقترحنا على أنفسنا، وعلى الإنسان الرخاء في الأرزاق، والعدل في القسمة، ومعهما الإحسان والأخوة الإنسانية. 
وهذان لا يجمعان في ضمير فرد، ولا في نظام اجتماعي، ولا في قانون دولي، إلا بباعث إيماني يحرر النفس من غائلة أنانيتها، ويحرر العقل من قبضة ركامه. 
بالباعث الإيماني فقط يمكن تقريب المسافات الرخائية بين الشعوب والأفراد، من شعب مُساوٍ لك في الإنسانية إلى شعب، ومن فرد أخ لك في الإنسانية إلى فرد. بباعث إيماني وعقل متحرر. 
والجهاد لإبادة البؤس والخوف من حضرة تكريم الإنسان أهم ما يعتز به حملة الرسالة الرحمة. 
﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض. ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون﴾ (سورة الأعراف، الآية :96). 
﴿قل صدق الله. فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا. وما كان من المشركين﴾ (سورة آل عمران، الآية :95).

حوار مع الفضلاء الديمقراطيين

0 التعليقات:

إرسال تعليق